لا حول ولا قوة الا بالله ,
صبرك الله يا أخي على الطفلة المسكينة
و صبر أمها (أكاد أسمع بكائها في أدني
)
{كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَة ُالْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}العنكبوت
*****************
..لقد حق على من مات ولده أو قريب من أقاربه أن ينزله منزلة ما لو كانا في سفر فسبقه الولد إلى البلد الذي هو مستقره ووطنه ؛فإنه لا يعظم عليه تأسفه لعلمه أنه لا حق به على القرب ؛وليس بينهما إلا تقدم وتأخر ،وهكذا الموت فإن معناه السبق إلى الوطن إلى أن يلحق المتأخر فإذا اعتقد هذا قل جزعه وحزنه،لا سيما قد ورد في موت الولد من الثواب ما يعزي به كل مصاب ،
قال سيدنا محمد :
"لأن أقدم سِقطا أحب إليّ من أن أخلف مائة فارس كلهم يقاتل في سبيل الله"
وإنما ذكر السقط تنبيها بالأدنى على الأعلى وإلا فالثواب على قدر محل الولد من القلب ...
وقال رسول الله :
" لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنّة من النار ، فقالت امرأة عند رسول الله : أو اثنان، قال: أو اثنان .
وقال زيد بن أسلم: توفي ابن لداود عليه السلام فحزن عليه حزنا شديدا فقيل له :ما كان عدله عندك ؟ قال : ملء الأرض ذهبا ، قيل له فإن لك من الأجر في الآخرة مثل ذلك ..
وليخلص الوالد الدعاء لولده عند الموت فإنه أرجى دعاء وأقربه إلى الإجابة .
وإليكم طائفة من أخبار من توَفـّى اللهُ بنيهم قبلهم :
* وقف محمد بن سليمان على قبر ولده فقال: اللهم إني أصبحت أرجوك له وأخافك عليه فحقق رجائي وآمن خوفي.
* ووقف أبو سنان على قبر ولده فقال: اللهم إني قد غفرت له ما وجب لي عليه فاغفر له ما وجب لك عليه فإنك أجود وأكرم .
* ووقف أعرابي على قبر ابنه فقال: اللهم إني قد وهبت له ما قصّر فيه من برّي فهب له ما قصّر فيه من طاعتك .
* ولما مات ذر بن عمر بن ذر قام أبوه عمر بن ذر بعد وضعه في لحده فقال : يا ذر لقد شغلنا الحزن لك عن الحزن عليك فليت شعري ماذا قلت وماذا قيل لك،، ثم قال : اللهم أن هذا ذر متعتني به ما متعتني،، ووفيْته أجله ورزقه ولم تظلمه اللهم وقد كنت ألزمته طاعتك وطاعتي ،،اللهم ما وعدتني عليه من الأجر في مصيبتي فقد وهبت له ذلك فهب لي عذابه ولا تعذبه،، فأبكى الناس ثم قال عند انصرافه: ما علينا بعدك من خصاصة يا ذر وما بنا إلى إنسان مع الله حاجة فلقد مضينا وتركناك ولو أقمنا ما نفعناك.
*عن أبى الدرداء قال : توفى ابن لسليمان بن داود عليهما السلام فوجد عليه وجدا شديدا ، فأتاه ملكان ،فجثيا بين يديه فى زي الخصوم ،فقال أحدهما : ـــ بذرت بذرا فلما استحصد مر به هذا فأفسده ،فقال للآخر: ما تقول ؟ فقال : ـــ أخذت الجادة فأتيت على زرع فنظرت يمينا وشمالا فإذا الطريق عليه ،فقال سليمان عليه السلام : ولِمَ بذرت على الطريق أما علمت أن لا بد للناس من الطريق ؟ قال : فلِمَ تحزن على ولدك أما علمت أن الموت سبيل الآخرة ! فتاب سليمان إلى ربه ولم يجزع على ولد بعد ذلك .
* ودخل عمر بن عبد العزيزعلى ابن له مريض فقال: يا بنى لأن تكون فى ميزاني أحب إليّ من أن أكون فى ميزانك ، فقال : يا أبت لأن يكون ما تحب أحب إلي من أن يكون ما أحب .
*وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه نعي إليه ابنه له ، فاسترجع وقال : عورة سترها الله تعالى ومؤنة كفاها الله وأجر قد ساقة الله تعالى ،،ثم نزل فصلى ركعتين ثم قال : قد صنعنا ما أمر الله تعالى قال تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة (45)البقرة).
ومما يسري عن نفس من مات له ولد صغير ما قرأته في وصف الجنة :
*& سدرة المنتهى &*
وهى شجرةعظيمة تحت عرش الرحمن ويخرج من أصلها أربعة أنهار ويغشاها نور الله والعديد من الملائكة وهى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه أطفال المؤمنين الذين ماتوا وهم صغار يرعاهم كأب لهم جميعا.
****************
اللهم ألحقنا بهم من غير حساب ولا سابقة عذاب
اللهم آمين
*********************************************************************
*********************************************************************
********************************************************************
مقتطف من كتاب لا تحزن لدكتور عائض القرني
*********************************************************************
*********************************************************************
********************************************************************
كلمات لمن تملك الحزن قلبه.. وكتم الهمّ نفسه.. وضيّق صدره..
فتكدرت
به الأحوال .. وأظلمت أمامه الآمال .. فضاقت عليه الحياة على
سعتها..
وضاقت به نفسه وأيامه وساعته وأنفاسه !
لا تحزن ..
فالبلوى تمحيص .. والمصيبة بإذن الله اختبار ..
والنازلة امتحان .. وعند الامتحان يُكرم المرء أو يهان ..
ماذا عساه أن يكون سبب حزنك ؟
إن يكن سببه مرض فهو لك خير.. وعاقبته الشفاء ..
[قال الله جل وعلا :{ وإذا مرضت فهو يشفين ]
وإن يكن سبب حزنك ذنب اقترفته أو خطيئة فتأمل خطاب مولاك
الذي هو أرحم بك من نفسك :
{}قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن
الله يغفر الذنوب جميعا{}
وإن يكن سبب حزنك ظلم حلّ بك من قريب أو بعيد ، فقد وعدك
الله بالنصر ووعد ظالمك بالخذلان والذل ..
قال تعالى في الحديث القدسي للمظلوم :
{ وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين }.
وإن يكن سبب حزنك الفقر والحاجة ، فاصبر وأبشر ..
قال الله تعالى :
{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس
والثمرات وبشر الصابرين }
وإن يكن سبب حزنك انعدام أو قلة الولد ، فلست أول من يعدم
الولد..
ولست مسؤول عن خلقه ..
قال تعالى:{لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن
يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما }
فهل أنت من شاء العقم ؟
أم الله الذي جعلك بمشيئته كذلك ! وهل لك أن تعترض على حكم
الله ومشيئته ! أم هل لاحد أن يلومك على ذلك ..
إنه إن فعل كان معترضاً على الله لا عليك ومغالباً لحكم الله ومعقّـباً
عليه ..
فعلام الحزن إذن والأمر كله لله !
لا تحزن ..
مهما بلغ بك البلاء ! وتذكر أن ما يجري لك قضاء يسري ..
وأن الليل وإن طال فلا بد من الفجر !
وإليك أخي/أختي المسلم/ـه .. كلمات نيرة تدفع بها الهموم ..
وتكشف عنك بإذن الله الأحزان ..
أولا : كن ابن يومك...
إنسى الماضي مهما كان أمره ، انساه بأحزانه وأتراحه ، فتذكره لا
يفيد في
علاج الأوجاع شيئاً وإنما ينكد عليك يومك ، ويزيدك هموماً على
همومك ..
فلا تحطم فؤادك بأحزان ولت .. ولا تتشاءم بأفكار ماوجدت!
وعش حياتك لحظة بلحظة .. وساعة بساعة .. ويوماً بيوم !
تجاهل الماضي .. وارمِ ما وقع فيه في سراب النسيان .. وامسح
من صفات ذكرياتك الهموم والأحزان .. ثم تجاهل ما يخبئه الغد ..
وتفائل فيه بالأفراح .. ولا تعبر جسراً حتى تقف عليه ..
فالماضي عدم .. والمستقبل غيب !
تأمل كيف استعاذ النبي من الهم والحزن إذ قال :
{ اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن
والبخل ، وقهر الدين وغلبة الرجال }
[رواه البخاري ومسلم ]
في الصلاة .. في ذكر الله .. في قراءة القرآن .. في طلب العلم ..
في التشاغل بالخير ..
في معروف تجده يوم العرض على الله ..
يوم تسعد ..
أشغل فيه نفسك بالأعمال النافعة ..
واجتهد في لحظاته بالصلاح والإصلاح .. استثمر فيه لحظاتك
(يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود
لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا)
ثانياً : تعبد الله بالرضى
اجعل شعارك عند وقوع البلاء :
إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً
منها ..
اهتف بهذه الكلمات عند أول صدمة .. تنقلب في حقك البلية مزية ..
والمحنة منحة .. والهلكة عطاء وبركة !
تأمل في أدب البلاء في هذه الآية :
{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات
وبشر الصابرين ، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
ثالثا ً: افقه سر البلاء
لا تحزن .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير ..
ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس
مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..
{لقد خلقنا الإنسان في كبد }
لا تحزن ..
واستشعر في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !..
تثبت وتأمل وتمالك وهدي الأعصاب .. وكأن منادياً يقول لك في خفاء
هامساً ومذكرا ً: أنت الآن في إمتحان جديد .. فاحذر الفشل ..
تأمل قوله : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [رواه البخاري ]
رابعاً : لا تقلق
فالمريض سيشفى .. والغائب سيعود .. والمحزون سيفرح .. والكرب
سيرفع ..
والضائقة ستزول .. وهذا وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ..
(فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا)
لا تحزن.. فإنما كرر الله اليُسْر في الآية .. ليطمئن قلبك .. وينشرح صدرك ..
وقيل : { لن يغلب عُسر يُسرين }..
لا تحزن .. وافزع إلى الله بالدعاء ..
تضرع إلى الله في ظلم الليالي ..
وأدبار الصلوات .. اختل بنفسك في قعر بيتك شاكي إليه .. باكي لديه ..
سائل فَرَجه ونَصره وفتحه .. وألحِّ عليه.. مرة واثنتين وعشراً فهو
يحب المُلحين في الدعاء ..
{وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}