أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتدى دعم PBBoard الرسمي، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .

سورة العصر . . آيات قليلة ومقاصد عظيمة

بسم الله الرحمان الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته سورة العصر . . آيات قليلة ومقاصد عظيمة »والْعَصْرِ إِنَ


موضوع مغلق


29-03-2013 06:19 مساءً
معلومات الكاتب ▼
انضم في : 07-06-2012
رقم العضوية : 2,254
المشاركات : 686
الجنس :
الإنذارات : 1
قوة السمعة : 1,656
موقعي : زيارة موقعي
بسم الله الرحمان الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سورة العصر . . آيات قليلة ومقاصد عظيمة




»والْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ« . سورة مكيّة

غاية في إيجاز اللفظ (ثلاث آيات) وفي غاية الشمول من حيث المعنى .

يقول الإمام الشافعي في هذه السورة: »لو لم ينزل الله تعالى من القرآن سوى سورة العصر لكفت الناس« .

قال القرطبي رحمه الله: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا . . اِسْتِئْنَاء مِنْ الْإِنْسَان، إِذْ هُوَ بِمَعْنَى النَّاس عَلَى الصَّحِيح . . وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ أَيْ أَدَّوْا الْفَرَائِض الْمُفْتَرَضَة عَلَيْهِمْ، وَهُمْ أَصْحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ أُبَيّ بْن كَعْب:
قَرَأْت عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »وَالْعَصْر« ثُمَّ قُلْت مَا تَفْسِيرهَا يَا نَبِيّ اللَّه؟ قَالَ: »وَالْعَصْر« قَسَم مِنْ اللَّه،
أَقْسَمَ رَبّكُمْ بِآخِرِ النَّهَار: »إِنَّ الْإِنْسَان لَفِي خُسْر«: أَبُو جَهْل »إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا«: أَبُو بَكْر، وَعَمِلُوا الصَّالِحَات »عُمَر«،
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ »عُثْمَان« وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ« عَلِيّ . رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ . وَهَكَذَا خَطَبَ اِبْن عَبَّاس عَلَى الْمِنْبَر
مَوْقُوفًا عَلَيْهِ .

وَتَوَاصَوْا أَيْ تَحَابَّوْا، أَوْصَى بَعْضهمْ بَعْضًا وَحَثَّ بَعْضهمْ بَعْضًا . . بِالْحَقِّ أَيْ بِالتَّوْحِيدِ، كَذَا رَوَى الضَّحَّاك عَنْ اِبْن عَبَّاس .
قَالَ قَتَادَة: »بِالْحَقِّ« أَيْ الْقُرْآن . وَقَالَ السُّدِّيّ: الْحَقّ هُنَا هُوَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ . . وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ عَلَى طَاعَة اللَّه عَزَّ
وَجَلَّ، وَالصَّبْر عَنْ مَعَاصِيه) انتهى كلام القرطبي رحمه الله .
هذه السورة جامعة للخصال التي يكون بها العبد ناجياً في الدنيا مفلحاً في الآخرة . . الخصلة الأولى هي خصلة الإيمان
بالله والخصلة الثانية هي عمل الصالحات وأداء ما افترض الله سبحانه وتعالى على عباده والخصلة الثالثة التواصي
بالحق والنصيحة والخصلة الرابعة التواصي بالصبر والأمر بالمعروف والتناهي عن المنكر .

فالله تبارك وتعالى أخبر في هذه السورة بأن الإنسان في خسرٍ أي في هلاك إلا من جمع هذه الخصال المذكورة وهذا
حال من اختارهم الله تعالى من المؤمنين أن يكونوا من أحبابه وأصفيائه وأوليائه .
إذن تخلص السورة إلى جميع المعارف القرآنية وتجمع شتات مقاصد القرآن في أوجز بيان .

مغزى القسم بالعصر

أقسم الله جل جلاله بمطلق الزمن: العصر، للإنسان الذي هو في حقيقته، زمن، فهو بضعة أيام، كلما انقضى يوم
انقضى بضع منه، وما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني،
فإني لا أعود إلى يوم القيامة .

لقد أقسم الله بالزمن، للإنسان، أنه في خسر بمعنى أن مضي الزمن وحده، يستهلك عمر الإنسان، الذي هو رأس
ماله، ووعاء عمله الصالح، الذي هو ثمن الجنة التي وعد بها .

وهل الخسارة في العرف التجاري، إلا تضييع رأس المال من دون تحقيق الربح المطلوب؟ لكن الإنسان إذا استثمر
الوقت فيما خلق له، يستطيع أن يتلافى هذه الخسارة، وذلك بالإيمان والعمل الصالح، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر .

إلا الذين آمنوا . . الإيمان هو اتصال هذا الكائن الإنساني، الصغير، الضعيف الفاني، المحدود، بالأصل المطلق
الأزلي الباقي، الذي صدر عنه هذا الوجود وعندئذٍ ينطلق هذا الإنسان من حدود ذاته الصغيرة، إلى رحابة الكون
الكبير، ومن حدود قوته الهزلية، إلى عظمة الطاقات الكونية المخبوءة، ومن حدود عمره القصير، إلى امتداد الآباد
التي لا يعلمها إلا الله، هذا الاتصال فضلاً عن أنه يمنح الإنسان القوة، والامتداد والانطلاق، فإنه يمنحه السعادة
الحقيقية التي يلهث وراءها الإنسان وهي سعادة رفيعة، وفرح نفيس، وأُنس بالحياة، كأنس الحبيب بحبيبه وهو
كسب لا يعادله كسب، وفقدانه خسران لا يعادله خسران، وعبادة الله الواحد الأحد ترفع الإنسان عن العبودية لسواه،
فلا يذل لأحد، ولا يحني رأسه لغير الواحد القهار، فليس هناك إلا قوة واحدة، ومعبودٌ واحد وعندئذ تنتفي من حياة
الإنسان المصلحة، والهوى، ليحل محلهما الشريعة والعدل والاعتقاد بكرامة الإنسان وهو من لوازم الإيمان،
فالاعتقاد بكرامة الإنسان عند الله يرفع من قيمته في نظر نفسه، ويثير في نفسه الحياء، من التدني عن المرتبة
التي رفعه الله إليها .

وعملوا الصالحات«، ولأن الإيمان حقيقة إيجابية متحركة كان العمل الصالح هو الثمرة الطبيعية للإيمان، فما
أن تستقر حقيقة الإيمان في ضمير المؤمن حتى تسعى بذاتها إلى تحقيق ذاتها، في صورة عمل صالح، فلا يمكن
أن يظل الإيمان في نفس المؤمن خامداً لا يتحرك، كامناً لا يتبدى، فإن لم يتحرك الإيمان هذه الحركة الطبيعية،
فهو مزيف، أو ميت، شأنه شأن الزهرة ينبعث أريجها منها، انبعاثاً طبيعياً، فإن لم ينبعث منها أريج، فهو غير
موجود، والزهرة غير طبيعية .

ارتباط العبادات بالزمن

إن الصلاة والزكاة والصوم والحج، كلها مرتبطة بالزمن ومحددة به، والقسم بالعصر في السورة يدل على عناية
الإسلام بالوقت أو الزمن . . كما أن الدور الزمني للأفراد هو أكبر من دورهم التاريخي، فالدراسة التاريخية
تُحيط بفترتهم التي عاشوها واثروا فيها، في حين أن دراسة دورهم في حركة الزمن تمتد بامتداد الفترات التي
استمر فيها التأثير، وظل فيها دور البطل (الفرد) حيا في مجال اختصاصه ودائرة تأثيره أو في الواقع الإنساني
بشكل عام .

إن التحول الجوهري والانقلاب الشامل الذي أحدثه الرسول (صلّى الله عليه وآله) في مجتمع الجزيرة العربية
خلال ثلاث وعشرين سنة، كان فترة إعداد لانطلاقة عظمى على سطح هذا الكوكب، فالرسالة الإسلامية حملت
عناصر تحفيز واندفاع دائمة متمثلة في نظرتها الجديدة للكون والحياة والإنسان وتشريعها وقوانينها التي
تستوعب كل مناحي الحياة الفردية والاجتماعية . حيث إنها شكلت ضمانة الاستمرار والاندفاع في آفاق الزمن،
فالجهاد مثلاً تكليف دائم ينهض به المسلم دفاعاً عن الإسلام ونشراً لعقيدته وتحريراً لإرادة الإنسان من الظلم
والاستبداد، مما جعل القاعدة الإسلامية متوسعة على الدوام، ولها قدرة على التوسع مع امتداد الزمن .

إن دور الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) لا يمكن حصره في الثلاث والعشرين سنة التي قضاها في تبليغ
الدعوة ونشر الرسالة، ولا يمكن حصرها في الثلاث والستين سنة التي عاشها في الحياة الدنيا، إنما دوره يمتد
بامتداد الزمن، وهو لا ينتهي إلاّ بنهاية الحياة وقيام الساعة لأن الإسلام هو الرسالة السماوية الخاتمة .

حقيقة السورة

والحقيقة الضخمة التي تقررها هذه السورة أنه على امتداد الزمان في جميع العصور، وامتداد الإنسان في جميع
الدهور، لا يوجد إلا منهج واحد رابح، وطريق واحد ناج، هو ذلك المنهج الذي ترسم السورة حدوده، وهو هذا
الطريق الذي تصف السورة معالمه .

وكل ما وراء ذلك ضياع وخسر . . إنه الإيمان . والعمل الصالح . والتواصي بالحق . والتواصي بالصبر . .
وهذه السورة حاسمة في تحديد الطريق . . إنه الخسر . . (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق
وتواصوا بالصبر) . . طريق واحد لا يتعدد . طريق الإيمان والعمل الصالح وقيام الجماعة المسلمة، التي
تتواصى بالحق وتتواصى بالصبر . وتقوم متضامنة على حراسة الحق مزودة بزاد الصبر .

هذه السورة العظيمة ترسم حدود منهج كامل للحياة البشرية، كما يريدها خالق البشرية، ليس أمام الإنسان إلا منهجٌ
واحدٌ سالك . . إلى جنة الخلد، وكل ما وراء ذلك، ضياعٌ وخسارٌ وشقاء .
والعمل الصالح ليس فلتةً عارضة، ولا نزوةً طارئة، ولا حادثةً منقطعة، إنما ينبعث عن دوافع، ويتجه إلى
هدف، ويتعاون عليه المؤمنون .

والإيمان ليس انكماشاً، ولا سلبيةً، ولا انزواءً، ولا تقوقعاً بل هو حركةٌ خيرةٌ، نظيفة، وعمل إيجابي، هادف،
وإعمار متوازنٌ للأرض، وبناء شامخ للأجيال، يتجه إلى الله، ويليق بمنهج يصدر عن الله .

إن المرء بالإيمان، والعمل الصالح يكمل نفسه، وبالتواصي بالحق يكمل غيره، وبما أن كيان الأمة مبني على
الدين الحق الذي جاءنا بالنقل الصحيح، وأكده العقل، وأقره الواقع، وتطابق مع الفطرة، فلابد من أن يستمر
هذا الحق ويستقر، حتى تشعر الأمة بكيانها، ورسالتها، فالتواصي بالحق، قضية مصيرية فما لم تتنام دوائر
الحق في الأرض، تنامت دوائر الباطل وحاصرته، فالتواصي بالحق: يعني الحفاظ على وجوده، والأداء لرسالته .

التواصي بالصبر

والصبر يعرف على أنه (حبس النفس عما لا ينبغي فعله) . . صبر على طاعة الله وصبر على محارم الله
وصبر على أقدار الله .
وقد شاءت حكمة الله، جل جلاله أن تكون الدنيا دار ابتلاء بالشر والخير، ودار صراع بين الحق والباطل
ولذا كان التواصي بالصبر ضرورةً للفوز بالابتلاء، والغلبة في الصراع . . إذاً لابد من التواصي بالصبر،
على مغالبة هوى النفس وعناد الباطل، وتحمل الأذى، وتكبد المشقة، لذلك يعد الصبر وسيلةً فعالةً لتذليل العقبات،
ومضاعفة القدرات، وبلوغ الغايات .

إن الله - عزَّ وجل - إذا أقسم بشيء من مخلوقاته: فإما لأجل بيان قدرة هذا الشيء ومنزلته، أو للتنبيه على ما فيه
من دلائل الحكمة الإلهية، وفي هذه السورة أقسم - سبحانه - بالعصر كفترة زمنية معروفة أو الزمن بصفة عامة .

إنَّ الماضي لا يرجع، ولكن الإنسان يستطيع أن يسترجعه من الذاكرة، فإذا أحداثه حاضرة في وعيه وشعوره ينظر
إليها، فإذا كان القصد من استرجاعها هو المحاسبة والمراقبة، فنحن أمام حافز آخر من حوافز التوبة . .

يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ«، ( النساء: 26)

look/images/icons/i1.gif سورة العصر . . آيات قليلة ومقاصد عظيمة
  01-04-2013 01:45 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
انضم في : 07-12-2010
رقم العضوية : 1,059
المشاركات : 1,339
الدولة : أم الدنيا مصر
الجنس :
تاريخ الميلاد : 23-5-1969
الدعوات : 1
قوة السمعة : 2,893
موقعي : زيارة موقعي
بارك الله فيك وزادك من علمه وفضله

look/images/icons/i1.gif سورة العصر . . آيات قليلة ومقاصد عظيمة
  01-04-2013 09:07 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
انضم في : 07-06-2012
رقم العضوية : 2,254
المشاركات : 686
الجنس :
الإنذارات : 1
قوة السمعة : 1,656
موقعي : زيارة موقعي
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة: m_rezk2000 بارك الله فيك وزادك من علمه وفضله
جزيت خيرا اخي الكريم.

اللهم انا نسألك زيادة في العلم وصحة في الجسم
وكمالاً في العقل وكفاية في الرزق وعصمه من الذنوب.




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
الصورة بكل تفاصيلها ! فلسفة العصر اللتي لا مهرب منها | موضوع مصور DzSergio
4 1057 AHMED
تحديات العصر ar4help.com
2 565 ar4help.com

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 04:54 PM