الحاجة سويدة وجه
لا تكاد السيارة تتحرك في الصيف حتى تقف لتتزود بالوقود ويتزود ركابها بالأكل والشراب
الركاب دائما ما تلاحظ أعينهم مسلطة على مركز التسوق السريع (سلكت)
هناك عصائر باردة وماء عذب وأرفف منظمة كأنها لوحة فنية جيء بها لتستقبل الزائرين (الزبون)
حلويات هنا وهناك (سنكر) (جلكسي) تسيل لعاب المشتري ولا سيما حين يجدها أمام المحاسب لتزيد من نبضات قلبه وسيلان لعابه
محفظة كبيرة معدة للوجبات الجملية والمسافات السريعة، وبطاقة (بنك) محشوة في جانب من جوانب المحفظة (البوك) تنتظر إشارات من صاحبها لعله يخرج منها ما يطفئ لهيب الجوع والظمأ الذي اعتراه في رحلاته الصيفية
يقف الأب الحنون وقوف ترقب وانتظار عما يجب أن يدفعه من حساب فيتفاجأ أنه أضعاف ما توقعه ولكنه بعد فكرة وفكرة وفينة وأخرى يدفع للبائع نقوده خوفا من وصفه بالبخل أو رغبة في إسعاد الأولاد أو عادة جرت ألا يستغلي شيئا ولا يساوم في كراء
بين هذا وذاك أم الأولاد والأطفال وغيرهم ممن احتوتهم السيارة ينتظرون بغارغ الصبر بزوغ الكيس المملوء بأنواع شتى من الأطعمة والمشروبات.
فيأتي الأب مهرولا إلى السيارة لكي يدخل السرور إلى من بداخلها ويقضي على الملل والضيق من بعد السفر ومشقة الطريق فتسعد الأسرة ويسعد الأب بسعادتها فيعم الفرح الجميع فتطوى صفحات مركز التسوق السريع إلى الأبد وينسى ما يحاك فيه من أرقام خيالية وأسعار باهضة بعيدة عن أعين (رقابة حماية المستهلك).
أين أنت يا من تدعين الحماية وتقفين دون طمع الطامعين
أين أنت عمن استغل العمانيين بالمظهر الحسن والتنظيم الجميل
أين أنت عمن ضحى من أجل سعادة أولاده وأم أولاده
أين أنت عمن خاف سمة البخل أن تلصق به؟
أين أنت عمن تحرج أن يلام من قبل ذويه؟
أين أنت عمن جرت عادته ألا يساوم في شراء؟
أين أنت يا من لا يشغلك شيء عن راحة مواطنيك ورفع الظلم والضيم عنهم؟
يا من وعدت بوقف نزيف السلع أين موقعك من الإعراب ممن ترينه من أحداث جسام وأسعار عظام بدأت برفع (المشروبات الغازية) بـ(خمسين )بيسة ثم زيدت أخرى للمطاعم ثم لا ندري أيسمح لـ(سلكت) أن يزيد مائة بيسة لكونه أجمل وأحلى وأنقى.
يا من قطعت عهدا على مواطنيك الأحرار بماذا سوف تجيبين على مثل هكذا سؤالات ومثل هكذا كلمات
إنك الآن في حضرة تساؤلات فهلا أجبتيني من غير لف ولا دوران
أيا ترى متى سوف تقولين (فهمتكم) (أنا فهمتكم) الآن أم بعد فوات الأوان.