منتدى دعم PBBoard الرسمي
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://pbboard.info/forums/t4152
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

لتتبعن سنن من كان قبلكم
ابو عبد الله 27-12-2010 06:04 مساءً
لتتبعن سنن من كان قبلكم

كتبه/ أحمد فريد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقدكنت في زيارة دعوية لأمريكا منذ سبعة عشر عامًا تقريبًا في مثل هذه الأياممن السنة، فرأيت تمثال القس "نويل"، وهو شخصية وهمية يريد النصارى أن يعلقالأطفال قلوبهم بها كأن الهدايا تأتي من عنده.
رأيت هذه التماثيل على البيوت، والمحال التجارية، وهذا لا يستغرب من هؤلاء النصارى الذين قال الله -عز وجل- فيهم: (وَقَالَتِالْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىلَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُبَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (البقرة:113)،ولكن العجيب الغريب ما يحدث في بلاد المسلمين من تعليق هذه التماثيلالقبيحة للقس "نويل" على المحلات التجارية التي يملكها مسلمون، وصدق النبي-صلى الله عليه وسلم-: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْدَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ؟) (متفق عليه)، فهذا علم من أعلام النبوة.
أينعزة الإسلام؟! أين الهوية الإسلامية؟! أين ما ينبغي أن يتربى عليه أطفالالمسلمين وشبابهم من وجوب تعلق قلوبهم بالله -عز وجل-، واعتقاد أن النعمكلها من عن الله كما قال الله -تعالى-: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل:53)؟!
وقدأعجبني تربية أحد إخواننا لابنه كلما أتى له بثوب جديد أو لعبة يقول له:"هذه من عند الله"! حتى يعلق قلب الطفل بالله -عز وجل-، ويطالب نفسه بواجبالشكر.
أحب أن أنبه أيضًا على أن الأعياد من شعائر الدين؛ فلا يجوز تهنئة اليهودي والنصراني بعيده؛ لأن هذا إقرار له على الباطل وتمييع لقضية التوحيد قال الله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) (آل عمران:19)، (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)، فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله -عز وجل- للبشرية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كما قال الله -تعالى-: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا) (المائدة:3).
رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مع عمر -رضي الله عنه- ورقة من التوراة فتمعر وجهه -صلى الله عليه وسلم- وقال: (أَمُتَهَوِّكُونَفِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْجِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍفَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍفَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَحَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلا أَنْ يَتَّبِعَنِي) (أخرجه أحمد، وحسنه الألباني).
وعيسى-عليه السلام- إذا نزل في آخر الزمان لا يتعبد بشريعته؛ لأن شريعتهمنسوخة، بل يتعبد بشريعة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويصلي خلف المهديويقول: "إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ تَكْرِمَةَ اللَّهِهَذِهِ الأُمَّةَ" (رواه مسلم).
فعلى المسلمين معرفة قدر دينهم وشرف نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء:10)، أي: فيه ارتفاع شأنكم وعزكم.
وقال عمر -رضي الله عنه-: "كنا أذل الناس فأعزنا الله برسوله -صلى الله عليه وسلم- فمهما طلبنا العزة بغيره أذلنا الله -عز وجل-".
نسأل الله -تعالى- أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
منتدى دعم PBBoard الرسمي

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved