منتدى دعم PBBoard الرسمي
(نسخة قابلة للطباعة من الموضوع)
https://pbboard.info/forums/t3816
أنقر هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

لا تجعل الله أهون الناظرين إليك
ابو عبد الله 10-12-2010 12:29 صباحاً
لا تجعل الله أهون الناظرين إليك
بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اتمنى حظور القلب والعقل عند قرأة الموضوع فهو موضوع تساهل فيه كثير من الناس وخصوصا من هم في سن الشباب ............


كم يراقب الإنسان الآخرين، وينسى مراقبة رب العالمين، وكم يراقب العبدُ العبيد وينسى الإله المعبود، فيخجل البعض، ويكف الآخر، ويندم ثالث، ويعتذر رابع، ويبكي خامس....هذا كله عندما يعلم ويحس بأنه مراقب من قبل مخلوق مثله، فكيف إذا علم وتيقن بأن العليم الخبير سبحانه وتعالى مطلع عليه ويراه، ويسمعه، ويراقبه، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.


أيليق بأحد بعد ذلك أن يتساهل في علم الله به، ونظره إليه، أيقبل أحد أن يراه مولاه حيث نهاه؟، أو يفقده حيث أمره.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني


نعم أخي الحبيب....انتبه لنفسك ولا تجعل الله أهون الناظرين إليك، وهو سبحانه عالم السر والنجوى، ويعلم عنك ما لا تعلم عن نفسك، فقد قال تعالى:{أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }(البقرة:77)، وقال:{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } (العلق:14)، وقال:{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً } (الأحزاب:52)، وقال:{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ }(غافر:19).
وكن كما علمك النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الإحسان ؟ فقال: ( أن تعبد الله كأنك تراه . فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) متفق عليه.
فالمراقبة عبادة عظيمة وهي: "دوام علم العبد، وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه" . وهي ثمرة علم العبد بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، وهو مطلع على عمله كل وقت وكل حين، وكل نفس وكل طرفة عين. والغافل عن هذا بمعزل عن الهداية والتوفيق. ومن راقب الله في خواطره، عصمه في حركات جوارحه .
وقد قيل لبعضهم : متى يهش الراعي غنمه بعصاه عن مراتع الهلكة ؟ فقال : إذا علم أن عليه رقيبا . وقيل : المراقبة مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطرة وخطوة .


نعم لا تجعل الله تعالى أهون الناظرين إليك، بل راقبه، وإذا جلست للناس فكن واعظاً لقلبك ونفسك. ولا يغرنك اجتماعهم عليك. فإنهم يراقبون ظاهرك. والله يراقب ظاهرك وباطنك .


فالله عز وجل هو أعظم الناظرين إليك، العالمين بك، المطلعين عليك، العارفين بأسرارك، ولا مفر لك منه، فالأرض أرضه، والسماء سماؤه، والخلق خلقه، والناس عبيده، وهو الذي أحياك، وسوف يميتك، ثم يبعثك، ويوقفك بين يديه للسؤال .


لا تجعل الله أهون الناظرين إليك


ولَجَ إلى غرفته بسرعة خاطفة , أغلق الباب تلو الباب,
حتى تأكد وأيقن من إنقطأعه عن العالم ..يصوب بصره
يمنة ويسرة وكذا أمامه وخلفه .. لا أحد .. يرجع إلى با ب الغرفة
وتأكد من قفله .. كل شيء على ما يرام ...
ثم .... فعل ما يغضب جبار السماوات والأرض...
فعل ما يغضب من خلقه ورزقه وسواه وعدله ..
فعل ما يسخط مولاه وسيده ...
سبحان الله !!
أهان نظر الله إليك ..
سبحان الله !!



فتح البريد الإلكتروني أو شبكة المعلومات أو إحدى القنوات على ما يغضب رب البريات , أو قلب إحدى المجلات من الممنوعات , أتظن أن هذه الأقفال , وتلك تمنع نظر البصير وتحجب على العليم عن فعلتك المشينة ؟؟؟
يالله العجب !!!!
كيف حالك بين يديه غداً إذا سألك عن تلك
الخلوات, وغلق الأبواب لفعل السيئات ؟؟؟



كيف حالك غداً ؟؟؟؟
إذا إجتمعت الخلايق كلهم إنسهم , وجنهم , أولهم , وآخرهم في صعيد واحد .. ثم تفضح على رؤوسهم .
كيف بك ؟؟؟
يوم يناديك الملك , فلان بن فلان يتقدم للقاء الجبار , فتقوم ترتعد فرائصك , لا تكاد رجلاك تحملك ... العرق يتصبب



الحياء يزيل لحمة وجهك ... تمشي بخطوات متثاقلة متباطئة ... الكل ينظر إليك ...


يا ترى هل ستنجو ؟ أم ستهلك ؟
يا ترى هل ستؤخذ بجريرتك ؟


أم سيغفرها رب العالمين ؟؟؟؟



وصلت بين يدي الجبار ..


فابتدرك بهذا السؤال :
يا عبدي أغلقت الأبواب ونظرت إلى ما يغضبني ,
نظرت عيناك للمرأة الفاتنة ,
متعت بصرك بالمشاهد المثيرة ,
سمعت أذناك الأغاني والمعازف
يا عبدي جعلتني أهون الناظرين إليك ..
يا عبدي في ساعة كذا فعلت الفاحشة ..
يا عبدي في ساعة كذا عاقرت الخنا ..
يا عبدي في ساعة كذا شربت المسكرات..



لا إله إلا الله ....


ما أعظمه من موقف .. وما أشده من لقاء ..
ثم أنت تنظر الآن النتيجة ..
وما أدراك ما النتيجة ..
إما أن يقول الرحمن سترتها عليك في الدنيا
وأنا أغفرها اليوم ....
يا الله ... ما أسعدك والله حينئذ ....
ما أشد فرحتك .. لن تسعك الفرحة ..
بل لن تحملك قدماك ..


وإما يقول لك الجبار :
(( خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه))
فيأتيك ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون
ويأخذنوك إلى أين ...
فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم



فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك


يروى : أن الامام أحمد بن حنبل .. بلغه أن أحد تلامذته


يقوم الليل كل ليلة ويختم القرآن الكريم كاملا حتى الفجر .... ثم بعدها يصلى الفجر


فأراد الامام أن يعلمه كيفية تدبر القرآن فأتى اليه


وقال : بلغنى عنك أنك تفعل كذا وكذا ...فقال : نعم يا امام


قال له : اذن اذهب اليوم وقم الليل كما كنت تفعل ولكن اقرأ القرآن


وكأنك تقرأه علي .. أي كأننى أراقب قراءتك ... ثم أبلغنى غدا


فأتى اليه التلميذ فى اليوم التالى وسأله الامام فأجاب:


لم أقرأ سوى عشرة أجزاء فقال له الامام : اذن اذهب اليوم واقرأ القرآن وكأنك تقرأه على


رسول الله صلى الله عليه وسلم


فذهب ثم جاء الى الامام فى اليوم التالى وقال


.. لم أكمل


حتى جزء عم كاملا فقال له الامام : اذن اذهب اليوم .. وكأنك تقرأ القرآن الكريم على الله عز وجل


فدهش التلميذ ... ثم ذهب..


فى اليوم التالى ... جاء التلميذ دامعا عليه آثار السهاد الشديد


فسأله الامام : كيف فعلت يا ولدى ؟


فأجاب التلميذ باكيا : يا امام ...


والله لم أكمل الفاتحة طوال الليل !!!!!!


فكن من المعظمين لله سبحانه وتعالى، ولأمره ونهيه، ولا تجعله أهون الناظرين إليك، والله المعين،



اسأل الله أن يجنبنا إبليس وأعوانه وأن يثبتنا على ديننا





غفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين


والحمد لله رب العالمين
منتدى دعم PBBoard الرسمي

Copyright © 2009-2024 PBBoard® Solutions. All Rights Reserved